الإرشاد الروحي… عودة إلى الأصل

قبل أن ننزل إلى هذه الأرض، كنّا جميعًا في عالم الأرواح:
نورًا صافياً، بلا اسم ولا دين، بلا بلد ولا جنس.
كنّا جوهرًا لامعًا، طاقة نقية منبثقة من حضرة النور الإلهي، نعيش الانسجام الكامل بلا حدود ولا قيود

ومن هناك… اخترنا النزول.
اخترنا الرحم الذي سيحتوينا، العائلة التي ستستقبلنا، التجارب التي سنعبرها.
اخترنا لحظات الحب، كما اخترنا لحظات الألم.
اخترنا من سنلتقي ومن سيرحل، من سيحتضننا ومن سيكسرنا، لأن كل حدث هو باب يفتح وعياً جديدًا ويقربنا أكثر من حقيقتنا

لكن حين دخلنا عالم الأرض، أخذنا أسماءً وهويات، تقوقعنا داخل قوالب: هذا وطني، هذه عائلتي، هذا ديني، هذه قصتي… ومع الزمن نسينا أننا لسنا كل ذلك. نسينا أننا كنا – وما زلنا – نورًا قبل أن نكون بشرًا.

الإرشاد الروحي هو الجسر الذي يعيدك إلى تلك الحقيقة.
هو المفتاح الأول قبل أي رحلة علاجية.
لأنه يذكّرك أن كل ما يحدث في حياتك، صغيرًا كان أو كبيرًا، لم يأتِ لكسرك بل لاختيارك… وأنك أنت المسؤول وأنت الخالق.

حين تدرك ذلك، يتغير كل شيء:
لن ترى نفسك ضحية بعد الآن، بل روحًا قوية اختارت دروسها بوعي.
لن تبحث عن خلاص خارجي، لأنك تعلمين أن الخلاص يولد من داخلك.
ولن تعودي بعد أي علاج إلى النسخة القديمة… لأنك ببساطة وعيتِ، ومن يعي لا يعود للنوم.

الإرشاد الروحي ليس مجرد جلسة، بل ولادة جديدة:

– ولادة في الوعي، حيث تفهمين لماذا اخترت هذه العائلة وهذا المسار.
– ولادة في القوة، حيث تستعيدين زمام حياتك من كل برمجة وقيد.
– ولادة في النور، حيث تتصالحين مع حقيقتك كروح أبدية في جسد مؤقت.

هذه ليست دعوة للكلام… بل للذكرى.
ذكرى أنك كنتِ نورًا بلا اسم… وأنك ما زلتِ نورًا مهما تعددت الأدوار.
ذكرى أنك لم تهبطي عبثًا، بل في قلبك رسالة، وفي روحك كنز ينتظر أن يُستعاد.

الإرشاد الروحي هو الخطوة الأولى… لكنه أيضًا النقلة التي لا عودة بعدها.

موضوعات ذات صلة